تعديل

الثلاثاء، 28 يناير 2014

قرية بوعادل


بوعادل ، قرية تشكل جزءا من صنهاجة الظل ، الواقعة على الضفة اليمنى لوادي ورغة ، التي تضم ايضا قريتي اولاد آزم وبني قرة . وهذه القرى الثلاث تكون حاليا جماعة بوعادل التي تبعد عن تاونات المركز بحوالي ثلاثين كيلوميترا . وتمثل صنهاجة الظل القسم الثاني مما كان يعرف سابقا باسم صنهاجة مصباح او لكي (نسبة الى جبل لكي احد جبال مقدمة الريف )، أما القسم الاخر فيعرف بصنهاجة الشمس ، الذي يضم عدة قرى منها : عين مديونة واولاد بوحسن ، وتيزغوان وبني سلمان . وقد حصل التمييز بينهما على اساس مايتوفران عليه من مياه متدفقة وبساتين : فالقسم الثاني ، وخاصة قرية بوعادل ، يتمتع بوفرة المياه وتنوع الاشجار وكثرتها مما جعل ظلاله وارفة .

[b]ويبدو من خلال عقود المعاملات والروايات الشفوية ان لفظي صنهاجة الظل وصنهاجة الشمس لم يتم تداولهما الا في عهد الحماية ، بينما كانت تعرف المنطقة قبل ذلك بصنهاجة مصباح او صنهاجة لكي او لكي فقط مثلما ورد عند الحسن الوزان ومارمول كاربخال ، حيث قدما لمحا عن علاقة لكي بفاس ، وبعض ما تنتجه من ثمار وغلات (الوزان ، ص261 ، مارمول ، ص 254.253). ومازالت المنطقة غنية بالاشجار المثمرة (حوامض ، تين ، زيتون ، رمان ، برقوق،كرز ، اجاص ...) بفعل تدفق المياه بكثرة من قرية بوعادل ، وقد اعطى "المنبع" شهرة واسعة للبلدة ، مما جعلها تستقبل اعدادا غفيرة من الزوار خلال فصل الصيف على وجه الخصوص .

وتضم قرية بوعادل حاليا خمسة مداشر ، هي : الظاهر واولاد ميمون واخراشة ، واولاد عرفة ودار المخزن التي عرفت بهذا الاسم باعتبار ان بعض افرادها عملوا في السلك المخزني ، ومن بينهم : القائد علي بن قدور احد قواد السلطان مولاي الحسن الاول ، ثم ولده القائد الطيب بن علي بن قدور وشقيقه محمد بن علي بن قدور المعروف بالقائد الهزهاز . وقد هاجر الى القرية في فترات مختلفة عدد من الاسر لاسيما من شمال المغرب ، ومنها اسرة التوزاني من بني توزين بالريف ، والغماري من غمارة ، والعلمي من جبل العلم ، والجزنائي من جزناية ، والدخيسي من دخيسة بنواحي مكناس ... ويدعي اولاد ميمون انهم اول من استوطن بوعادل .اما بني قرة فقد وفدوا من بني مسارة حيث ما زات فرقة منهم هناك..

شارك البوعادليون في المعركة التي وقعت بعين مديونة بين قرات المهدي المنبهي وقوات الجيلالي الزرهوني "بوحمارة" دعما لقوات المخزن ، من اعلى جبل لكي ، وسقط صريعا من جراء تلك الوجهة : احمد بن محمد بن المكي الازمي البوعادلي . وساهم البوعادليون في الانتصار الذي حققته صنهاجة بشطريها مدعومة ببعض الريفيين على القوات الفرنسية في معركة جبل لكي سنة 1334 /1916 التي اسفرت عن بقاء المنطقة خارج النفوذ الفرنسي الى سنة 1926، واستشهد خلال هذه المعركة خمسة بوعادليين ، هم : احميدو بن احمد بن علي العرفاوي ، احميدو بن المقدم ، احميدو بن عبد السلام الميموني واحميدو بن محمد الشاغ . وبعد اندحار الفرنسيين دخل الريفيون البلدة ، وعين الشريف الورياغلي صديق الشاري لتولي شؤونها ، غير انه لم يحسن التصرف وارتكب من الامور ما أغاظ السكان المحليين والزعيم محمد بن عبد الكريم الخطابي فعزل وزج به في سجن تاركيست (البوعياشي ، 376.374 ) . وقد تجند عدد من البوعادليين للعمل ضمن عسكر المجاهد الخطابي ، ومنهم : عبد العزيز بن التهامي ومحمد بن عميمر بن الحاج الكواش وعبد القادر بن الفضيل وعلي بن بلقاسم استيتو ومحمد بن عمر المريني ومحمد بن محمد بن صالح المعروف باشويرح . وقد القي القبض على هؤلاء بعد استسلام محمد بن عبد الكريم الخطابي ، وحكم عليهم في عين مديونة بنزع سلاحهم واداء غرامة قدرها ستون ريالا

لم يحظ اعلام البلدة باهتمام كتاب التراجم ، باستثناء الفقيه محمد بن عبد الرحمان الصنهاجي الذي ترجم له العربي المشرفي بقوله :"ومن علماء القرى العلامة الدراكة الفهامة ابو عبد الله السيد محمد بن عبد الرحمان الصنهاجي بقرية بوعادل ، وكان عالما ادبيا (...) ، تولى القضاء بجبل صنهاجة واحسن السيرة واخلص السريرة " (ص 458-459).

وقد عاصر الفقيه المذكور - المعروف محليا بالفقيه بن يعيش - فترة حكم السلطان سيدي محمد بن عبد الرحمان ، وتولى خطة القضاء بالنيابة عن قاضي الجماعة بفاس على قبائل صنهاجة ورغيوة ومزيات حسب مايظهر من رسم مؤرخ بسنة 1288/1871 ، وخلف في ذلك القاضي علي بن رهون البوعادلي . ومازال العديد من سكان البلدة يذكرون زهده وروعه وعدله ، كما أن قبره الموجود قرب مسجد الغرارسة ببني قرة يستقطب الزوار خلال المناسبات الدينية .

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More